السبت، ١٠ نوفمبر ٢٠٠٧

يا فضيلة المفتى:لاتظلموهم أمواتا فلنبحث عن المتهم الأصلى

الحياة فى أوروبا ليست وردية كما يظن الكثيرون خاصة بعد أن شددت أوروبا الأسوار الرسمية حول حدودها الخارجية وأضحت تزيل الحواجز بين دولها الواحد تلو الأخر وستصل الحدود المزالة مع نهاية ديسمبر الى أكثر من 27 حاجزا.
لكن رغم ذلك تبقى فرص النجاح قائمة بنسبة عالية جدا لأصحاب الكفاءات رغم أنها تضاءلت وبشدة للباحثين عن الأعمال الدنيا مثل المطاعم والمزارع وغيرها لكنها تبقى قائمة ان توافرت بعض المعطيات ,مع الايمان بأن الرزق من الغيب.
لايمكن لأى انسان عادل الا أن يحترم ويقدر أى انسان يسعى بشدة ساقيه باحثا لنفسه ولأهله عن حياة كريمة يصبح بها يدا عليا تعطى لايد سفلى تنتظر احسان الأخرين ,وعلى مر التاريخ كان السفر وشد الرحال من أهم مصادر جلب وتوسعة الأرزاق حيث لم تكن هناك حدودا تمنع الناس عن التواصل.
ونعود الى أشقائنا الذين خاطروا ويخاطرون بأرواحهم من أجل الوصول الى أوروبا أملا فى حياة كريمة .
يجب بداية أن نفرق بين أمرين ,ماأخرجهم أسبابا وأهدافا والطريق الذى سلكوه.
فالهدف كما أسلفت هدفا قدمه الله عزوجل على الخروج فى سبيله جهادا كما جاء فى أخر سورة المزمل حين أشفق على الصحابة من قيام الليل لأن منهم ضاربين فى الارض يبتغون من فضل الله ,فالسعى فى الأرض والبحث عن الرزق لحياة كريمة أو حتى أكرم هو فى حد ذاته هدف نبيل يقدر ويحترم,مابالنا لو أقترن هذا الهدف بضيق فى الرزق وظلمة فى المستقبل واحباط من الواقع وبون طبقى شاسع حتى يصبح مجرد الأمل فى المسكن والكلأ والماء من الأمنيات.
من ناحية أخرى أنا لست من هواة المخاطرة وأؤمن بالالتزام بماهو مقنن ولاأهوى التمرد عليه ,أقول ذلك وأؤكد أنه رأى شخصى فى ظروف مختلفة عن ظروف هؤلاء الشباب فالطريق الذى أختاروه طريقا صعبا وكفاه صعوبة أن سالكه يخاطر فيه بحياته وليس هناك أغلى من ذلك . لكنى أتساءل ماذا قدم العالم لهؤلاء الشباب قبل أن يقدموا على ماأقدموا عليه أوروبا الغنية والتى تحتاج الى ملايين المهاجرين لتحقق التوازن الديموجرافى تغلق أمامهم الباب وتلقى بفتات الى بلادهم فى مشروعات صورية وهم يرزحون تحت الظروف القاهرة فى بلادهم,وتركوهم كالعصفور قصوا ريشه ورموه فى قفص وقالوا غرد.
ثم نأتى ونلومهم بعد موتهم نأتى ونحاسبهم على أنهم خاطروا بأنفسهم من أجل لقمة حلال بدلا من أن يتحول أحدهم الى قاطع طريق ,نحاسبهم على اغلاق الحدود دونهم وضياع المليارات, المئات فى بلدهم والألاف فى عالمهم نهبا وفسادا وسرقةوحروبا .أنا لاأدرى ماذا تريدون منهم بعد ذلك فقد ظلمتموهم أحياءا فلا تظلموهم أمواتا ,لأهلهم الصبر والسلوان وتقبلهم ربهم شهداء

ليست هناك تعليقات: